عهد جديد لم يهمل الوضع غير المرضي من وجهة نظر النزعات الأوروبية. الذي كان يعانيه التعليم الشعبي فأصدر في ١٨٤٥ أمراً إلى الصدر الأعظم إشار فيه إلى ضرورة فتح مدارس يستطيع فيها الشعب أن يتلقى المعارف الحقيقية وأن يدرس العلوم والفن ذلك أن السطان كان يعتبر أن جهل الشعب هو السبب الرئيسي في إخفاق ما أجري من إصلاحات.
ولتنفيذ خطط عبد المجيد هذه عقد في اسطنبول مؤتمر لمندوبي الأقاليم وعندما لم يتمخض هذا التدبير عن شيء نقلت قضية إصلاح المدارس إلى لجنة حكومية خاصة توصلت إلى ضرورة إعطاء مسألة التعليم الشعبي طابعاً أكثر علمانية ووضعت برنامجاً متكاملاً أصبح مع التغييرات والاضافات التي أوردها قانون ١٨٦٩ أساساً للوضع الحالي للشؤون المدرسية في الامبراطورية العثمانية (١).
وتنقسم المدارس إلى حكومية (مكتبي عمومية) وخاصة (مكتبي خصوصية) تقوم بالصرف عليها طوائف دينية منفردة وتخضع لرقابة الدولة.
وتنقسم المعاهد الدراسية الحكومية بدورها إلى ابتدائية ومتوسطة وعليا :
١ ـ تكون المدارس الابتدائية على نوعين عما :
٢ ـ إبتدائي مكتبي ويتعلم فيها القراءة والكتابة الأولاد ما بين السادسة والحادية عشرة من العمر وكذلك البنات ما بين السادسة والعاشرة من العمر ولكن بشكل منفصل عن الأولاد (٢).
______________________
(١) Ed. Engelhradt: Op. Cit. T. ١. PP. ٧٥. ٧٧. Chap II and PP. ٢٩٦ – ٢٩٨.
(٢) لا تعني كلمة الاولاد في اللغة العربية الفصحى الذكور فقط وإنما تشمل الذكور والإناث نعم هي في العامية تستخدم بهذا المعنى ولذا وقع المترجم في تلك الهفوة وهي من الأخطاء الشائعة. حميد الدراجي