المسلمين في الدولة العثمانية بأنه من غير الممكن باي شكل من الاشكلال أن نطبق عليهم مفهومنا نحن عن رجال الدين. إن قادة المسلمين الدينيين لا يعرفون الارتسام وليس عندهم تدرج ديني وهم لا يخضعون إلا لشيخ الإسلام ويتمتعون باستقلال تام بعضهم عن البعض الآخر. والفرق الوحيد بين رجل الدين والشخص العادي يمكن في سعة علم الأول واطلاعه في القضايا الدينية.
وبسبب ضرورة التأهيل العلمي كان يتحتم على الراغبين في ان يكونوا من فئة رجال الدين أن يصرفوا وقتاً غير قليل في دراسة جميع فروع الفقه الإسلامي.
وبمقدور الشخص الذي ينهي تعليمه في المدرسة الأولية التابعة للمسجد حيث يؤلف حفظ القرآن استظهاراً، المادة الرئيسية أن يدخل، بموافقة شيخ الإسلام، كمستمع في إحدى المدارس الدينية حيث يدرس الطالب أو الـ «سوفتا» كما كان يسمى، طيلة عشر سنوات النحو العربي والمنطق والميتافيزيقيا والأدب والبلاغة والفلسفة والشرع الإسلامي والهندسة وعلم الفلك. ويحصل من ينهي هذه المرحلة على لقب «ملازم» أي مرشح وعليه من أجل أن يحصل على اللقب السامي «مدرس» أي أستاذ أن يقضي سبع سنوات أخرى في دراسة العقيدة والتفاسير المتعددة للقواعد المكتوبة والتقاليد المأثورة. إن لقب مدرس كما هي الحالة بالنسبة للقب ملازم أيضاً يمنح من قبل شيخ الإسلام وهو يعطي لصاحبه الحق في أن ينسب إلى فئة «العلماء» وهم الطبقة العليا من رجال الدين المسلمين.
والمدارس الدينية التي يتلقى فيها رجال
الدين المسلمون تعليمهم تكون عادة ملحقة بالمساجد ولا يقل عددها في الدولة العثمانية عن ٢٥٠٠ مدرسة علماً بأن الصرف على المساجد وكذلك المدارس التابعة لها يكون