في البحار السبعة ، (فقالوا) أخبرنا عمن أنذر قومه لا هو من الجن ولا من الإنس ، قال : هي نملة سليمان بن داود (قٰالَتْ يٰا أَيُّهَا اَلنَّمْلُ اُدْخُلُوا مَسٰاكِنَكُمْ لاٰ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمٰانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لاٰ يَشْعُرُونَ) ، (قالوا) فأخبرنا عن خمسة مشوا على الأرض ، ولم يخلقوا في الأرحام؟ قال : ذلكم آدم وحواء وناقة صالح وكبش ابراهيم وعصا موسى (قالوا) فأخبرنا ما يقول الدراج في صياحه؟ قال : يقول : الرحمن على العرش استوى ، (قالوا) فأخبرنا ما يقول الديك في صراخه؟ قال : يقول : اذكروا اللّه يا غافلين ، (قالوا) أخبرنا ما يقول الفرس في صهيله؟ قال : يقول ـ إذا مشى المؤمنون إلى الكافرين ـ اللهم انصر عبادك المؤمنين على الكافرين (قالوا) فأخبرنا ما يقول الحمار في نهيقه؟ قال : يقول : لعن اللّه العشار وينهق في أعين الشياطين ، (قالوا) فأخبرنا ما يقول الضفدع في نقيقه؟ قال : يقول : سبحان ربي المعبود المسبح في لجج البحار ، (قالوا) فأخبرنا ما يقول القبر في صفيره؟ قال : يقول : اللهم العن مبغضي محمد وآل محمد ، وكان اليهود ثلاثة نفر قال اثنان منهم : نشهد أن لا إله إلا اللّه وأن محمداً رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، ووثب الحبر الثالث فقال : يا علي لقد وقع في قلوب أصحابى ما وقع من الإيمان والتصديق وقد بقى خصلة واحدة أسألك عنها ، فقال : سل عما بدا لك ، فقال : أخبرنى عن قوم في أول الزمان ماتوا ثلاثمائة وتسع سنين ثم أحياهم اللّه فما كان قصتهم؟ قال علي عليه السلام : يا يهودي هؤلاء أصحاب الكهف وقد أنزل اللّه على نبينا قرآناً فيه قصتهم وإن شئت قرأت عليك قصتهم ، فقال اليهودي : ما أكثر ما قد سمعنا من قرآنكم ، إن كنت عالماً فأخبرنى بأسمائهم وأسماء آبائهم واسم مدينتهم واسم ملكهم واسم كلبهم واسم جبلهم واسم كهفهم وقصتهم من أولها إلى آخرها فاحتبى علي عليه السلام ببردة رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (ثم قال) يا أخا اليهود حدثني حبيبي محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أنه كان بأرض رومية مدينة يقال لها : افسوس ويقال هي طرسوس وكان اسمها في الجاهلية أفسوس ، فلما جاء الإسلام سموها طرسوس ، قال : وكان لهم ملك صالح فمات ملكهم وانتشر