من أيديهم وردهم فرجعوا إلى عمر فقال : ما ردكم؟ قالوا : ردنا علي ، قال : ما فعل هذا علي إلا لشيء قد علمه ، فأرسل إلى علي عليه السلام فجاء شبه المغضب فقال : ما لك رددت هؤلاء؟ قال : أما سمعت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : رفع القلم (وساق الحديث كما تقدم) باختلاف يسير ورواه الدار قطني أيضاً في سننه في كتاب الحدود (ص ٣٤٦) ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ٣ ص ٩٥) وقال : أخرجه عبد الرزاق ، وذكره المناوي أيضاً في فيض القدير (ج ٤ ص ٣٥٦) في الشرح قال : وأخرج أحمد إن عمر أمر برجم امرأة فمر بها علي عليه السلام فانتزعها (إلى أن قال) قال : فهذه مبتلاة بني فلان فلعله أتاها وهو بها ، فقال عمر : لولا عليٌ هلك عمر قال المناوي : واتفق له مع أبي بكر نحوه (انتهى) (ويظهر من العسقلاني) في فتح الباري ج ١٥ ص ١٣١ ان هذا الحديث قد رواه جمع من أئمة الحديث غير من تقدم اسمائهم وانه مروى بطرق عديدة وبالفاظ مختلفة ففى بعضها أتى عمر بمجنونة قد زنت وهى حبلى وفي بعضها قال عمر لعلى (عليه السلام) صدقت فخلى.
[موطأ الإمام مالك بن أنس] في كتاب الأشربة (ص ١٨٦) روى بسنده عن ثور بن زيد الديلي إن عمر بن الخطاب استشار في الخمر يشربها الرجل فقال له علي بن أبي طالب عليه السلام : نرى أن يجلد ثمانين فإنه إذا شرب سكر ، وإذا سكر هذى ، وإذا هذى افترى ، (أو كما قال) فجلد عمر في الخمر ثمانين ، (أقول) ورواه الشافعي أيضاً في مسنده في كتاب الأشربة (ص ١٦٦) ، وروى الحاكم في مستدرك الصحيحين (ج ٤ ص ٢٧٥) حديثاً طويلاً مسنداً عن ثور بن زيد الديلمي عن عكرمة عن ابن عباس قال في آخره فما ذا ترون؟ فقال علي عليه السلام : نرى أنه إذا شرب سكر ، وإذا سكر هذى وإذا هذى افترى ، وعلى المفترى ثمانون جلدة ، فأمر عمر فجلد ثمانين (ثم قال الحاكم) هذا حديث صحيح الإسناد ، وذكره السيوطي أيضاً في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى : (يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا اَلْخَمْرُ