بسم اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
الحمدُ لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين أبي القاسم محمّد ، وعلى أهل بيته الطيبيّن الطاهرين ، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا ، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين.
من الأحاديث المتواترة عند عموم المسلمين حديث « الخلفاء الاثنا عشر » ، فقد روى هذا الحديث من طرق الشيعة العشرات من الرواة وبمئات الطرق ، أمّا من طرق أهل السنّة فقد رواه أكثر من خمسة عشر راوٍ وبطرق كثيرة زادت عن المائة طريق.
وعلى الرغم من وجود بعض الاختلافات في نصوص هذا الحديث ، إلا أنّ هناك قاسم مشترك بينهما وهو عدد « الاثنا عشر » ، فمن خلال تلك النصوص نستخلص ما يلي : عدد الخلفاء اثنا عشر خليفة ، الخلفاء الاثنا عشر عدد نقباء بني اسرائيل ، جميع الخلفاء الاثني عشر من قريش ، ومن بني هاشم ، الإسلام عزيز ومنيع وقائم بوجود الخلفاء الاثني عشر ، أوّل الخلفاء الاثني عشر علي وأخرهم المهدي عليهم السلام.
لكنّ الخلاف وقع بين المسلمين في تعيين أسماء هؤلاء الخلفاء ، فأتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام عندهم الأمر واضح ، إذ أنّهم يعيّنون الأسماء بأئمتهم الاثني عشر عليهم السلام ، ابتداءً بالإمام علي عليه السلام ، وانتهاءً بالإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف.
أمّا أتباع مدرسة الخلفاء فلم نقف لهم على رأي واحد يتفقون عليه في تعيين أسمائهم.
فالبيهقي قال : أربعة هم الخلفاء الراشدون ، وخامسهم الحسن بن علي ، وسبعة من بني أُميّة هم : معاوية ، ويزيد ، ومعاوية ، ومروان بن الحكم ، وعبد الملك بن مروان ، والوليد بن عبد الملك ، وسليمان بن عبد الملك.
وابن كثير استشكل على البيهقي عدّه يزيد ضمن الخلفاء الاثني عشر وإخراج عمر بن عبد العزيز.