إنَّ مثل هذا التعدد والتنوّع جارٍ في طائفة غفيرة من المفاهيم الإسلامية الأساسيّة التي طفحت بها آياتُ القرآن الكريم ، والأحاديث النبويّة الشريفة.
وعندما نغوص في أعماق حديث (الخلفاء الإثني عشر) لدراسة القواسم المشتركة بين هياكله وصياغاته اللفظية المتنوعة ، فإنَّنا نتوخى من خلال ذلك فهم شامل ومتكامل لمرامي الحديث ومقاصده ، ونتيقّن من موارد تطبيقه ، فنكون قد عقلناه عقل وعاية ورعاية ، ولم نقتصر على أن نعقله عقل سماع ورواية.
والقواسم المشتركة بين الأحاديث المتقدمة هي :
(١) عدد الخلفاء اثنا عشر
وردت الدلالة صريحة في جميع الروايات المتقدمة على أنَّ عدد الخلفاء الذين يتولون الأمر بعد رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) هم (اثنا عشر) خليفةً ، وقد جاء التعبير عن هذا العدد بثلاثة أنحاء :
النحول الأول :
هو ذكر عدد (الخفاء الإثني عشر) بشكل صريح ، وهو ما مرّ معنا في مجمل الأحاديث السابقة على نحو العموم ، وقد يأتي في بعض الأحاديث التصريح بأول هؤلاء الخلفاء وهو الإمام علي (عَليهِ السَّلامُ) ، وبآخرهم وهو الإمام المهدي (عَليهِ السَّلامُ) ١.
______________________
(١) انظر الحديثين المذكورين تحت الصياغة رقم (١٦) من الفصل السابق ، عن ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي ، وانظر كذلك : الأحاديث المذكورة تحت الصياغة رقم (١٧) في المتن والهامش.