فعند مطالعة الآيات التي ورد فيها هذا
العنوان ، نجدُ أنَّـه قد ورد في بعض الأنبياء السابقين لنبي الإسلام محمد (صَلّى اللهُ عليهِ
وآلِهِ وسَلَّمَ) ، وبما أنَّ نبينا (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ)
هو خاتم الأنبياء ، ولا نبيَّ بعده ، فهذا يعني أن الحسن والحسين (عَليهِما السَّلامُ)
سيقومان بالنسبة للرسالة الإسلامية بنفس الدور الذي قام به (الأسباط) من قبل بالنسبة للشرائع السماويَّة السابقة ، ويتوليان خلافة النبي
الخاتَم (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ)
، والنيابة عنه في أمور التشريع وشؤونه بعد أبيهما علي بن أبي طالب (عَليهِ السَّلامُ)
كما تقدم إثباته.
ومن غير الخفي علينا أنَّ النبوة التي
كانت شأنا من شؤون (الأسباط) ومختصاتهم كما صرَّح بذلك القرآن الكريم
، ولا يمكن أن يتصف بها الخليفة والنائب عن رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ)
، أو يحمل آثارها وخواصَّها ، باعتبار أنَّ جميع الرسالات والشرائع قد ختمت بالرسالة الإسلامية الخالدة ، وجميع النبوات قد ختمت وانتهت إلى نبوته (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ)
، كما هو واضح لدى الجميع ، فيبقى من عنوان (الأسباط) إذن ما عدا وصف النبوة وخواصِّها جميعُ المهام التي اضطلع بها (الأسباط) ، ومارسوها وتميَّزوا بها عن بقية الناس بالنسبة إلى الرسالات السماوية السابقة ، وهي تتلخص بتبليغ أحكام الله (جَلَّ وَعَلا)
، والمحافظة عليها ، والذبّ عنها حتى النفس الأخير.
ولو طبَّقنا هذه النتيجة على الحسن
والحسين (عَليهِما السَّلامُ)
وفقا لما ورد في أحاديث النبي الخاتَم (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ)
، لأنتهينا علميّاً إلى القول بأنَّ وظيفة الحسن والحسين (عَليهِما السَّلامُ)
تعبِّر عن الإمتداد الشرعي لوظيفة رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ)
، وأنَّهما (عَليهِما السَّلامُ)
يمارسان نفس المهام التي مارسها (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ)
، ما عدا صفة النبوّة وخصائصها التي استأثر بها
______________________