ولو كان بشرط
المعاملة أيضا حلالا لما خصّص المعصوم عليهالسلام الحلال بصورة الطمع ، سيّما مع كون نظر آكلي الربا إلى
المشارطة ، لا يرضون بغيرها ، وخصوصا إذا لم يكن في المعاملة كراهة أيضا ، كما
يظهر من هؤلاء الأعلام.
ومنها :
الخطبة المذكورة في « نهج البلاغة » : «
أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : يا علي ، إنّ القوم سيفتنون بأموالهم ـ إلى أن قال ـ : يستحلّون حرامه بالشبهات الكاذبة ، والأهواء
الساهية ، فيستحلّون الخمر بالنبيذ ، والسحت بالهديّة ، والربا بالبيع » .
وفي خبر آخر ، ذكره
شرّاح « نهج البلاغة » : « إنّ القوم ستفتن من بعدي ، فيؤوّل القرآن ، ويعمل
بالرأي ، ويستحلّ الخمر بالنبيذ ، والسحت بالهديّة ، والربا بالبيع ، ويحرّف
الكتاب عن مواضعه » .
فلاحظ كلّ
واحدة من الخطبتين من أوّلهما إلى آخرهما ، حتّى يحصل العلم لك بعدم إمكان التأويل
بالحمل على الكراهة ، وعدم إمكان الحمل على التقيّة ، مع أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ما كان يتّقي ، سيّما في مثل ما نحن فيه.
وربّما يحصل
العلم بصدورهما عن المعصوم عليهالسلام ، بل الظاهر ذلك بعد ملاحظة الخطبة.
والدلالة في
غاية الوضوح ، بل عند التأمّل يظهر أنّه الّذي حلّله هؤلاء الإعلام لا غير.
__________________