مقدِّمة المركز
الحمد لله ربّ العالمين وأفضل الصلاة والسلام
على عباده الذين اصطفىٰ محمد وآله الكرام ، وبعد :
لقد اكتسبت الوصية أهمية خاصة في تاريخ
الإنسانية منذ بدء الخليقة وإلى اليوم ، ذلك لأنّها تعبّر عن ديمومة العلاقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، وتساعد في المحافظة علىٰ سلامة الف رد والأسرة والدولة والمجتمع من الفوضىٰ
والاختلاف بعد رحيل الموصي ، وتُسهم في نقل تجارب الماضين إلى التالين والسابقين إلى اللاحقين.
وقد أقرّت الشرائع الإلهية مبدأ الوصية منذ
أبينا آدم إلىٰ سيّدنا النبي الخاتم صلىاللهعليهوآلهوسلم
وأكّدت مصادر الحديث والتاريخ علىٰ تواتر عهود الأنبياء إلى أوصيائهم الذين يخلفونهم في هداية الناس إلى الحق والعمل الصالح ، ويكونوا حجّة على العباد وأُمناء على الرسالة ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لكل نبي وصي ووارث ، وإن علياً وصيي ووارثي » وقال أمير المؤمنينعليهالسلام: « لا تخلو الأرض من قائمٍ لله بحجّة ، إما ظاهراً مشهوراً ، وإما خائفاً مغموراً ».