النبيُّ الكريم .. المحبوب .. القدوة .. المرتبط بالسماء ، يطلب أمراً. والصحابة الكبار .. المؤمنون .. الصالحون ، يختلفون في أمر نبيِّهم ، هل ينفِّذوه ... أو يمنعوه.
فإن كان الصحابة يعتبرون نبيَّهم قدوة ، فلماذا اختلفوا ؟! وإن كانوا مؤمنين صالحين فلماذا عصوا ؟!
وهو في عبارة « فإنَّ الذي أنا فيه خير ممَّا تدعوني إليه » حدث معها مثلما حدث لأخواتها السابقات ، ولنا في توضيحها تفسيران :
التفسير الأوَّل :
إنَّ النبيَّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أراد أن يقول بأنَّ الذي هو فيه من وحدتهم وأُلفتهم وصفِّهم الواحد الذي هو كالبنيان المرصوص ، خير ممَّا يدعونه إليه من الفرقة والاختلاف والنزاع ، فالإسلام يقوم بالوحدة وإن منعوا وصيَّته ، ولكنَّه يتقوَّض بالاختلاف والفرقة إن هو كتب لهم بعد اختلافهم. فهم كانوا يدعونه ليشاركهم في نزاعهم ، وقد دعاهم مراراً للوحدة والأُلفة والمحبَّة ، فالنتيجة الحاصلة بعد كلِّ هذه السنين من الجهاد والدعوة إلىٰ الله ، لا يمكنه أن يخسرها بإشعال نار خلافهم ونزاعهم.
لقد علم صلىاللهعليهوآلهوسلم أنَّ إصراره علىٰ كتابة الوصيَّة غير نافع ، لأنَّه سيذكي نار الخلاف ولا يُطفِئُها. ذلك لأنَّ القائلين بهذيان الرسول لن يسكتوا بعد كتابة الوصيَّة ، وسوف يدَّعون بأنَّه كتبها وهو في هلوساته وهذيانه ـ حاشاه ـ. وبهذا سيكون الخلاف أعمق ، وستنهار