المسلمين ؟!
والنزاع الذي زرعه الصحابة أليس نحن
الآن نجني أشواكه وحناظله ، فلماذا يتَّهم أحدنا الآخر بأنَّه سلفي أو إخباري أو مغالٍ أو ناصبي أو رافضي أو وهَّابي أو سُنِّي أو شيعي ؟!
فالخلاف الذي أيَّده تأريخ المسلمين ولم
يَرَ حرجاً من نقله إلينا ، هو نفسه الذي ننتهجه اليوم ونسير علىٰ خطاه ، تماماً كما كانوا هم أو من جاء بعدهم حتَّىٰ وصل الأمر إلينا ، وكما يحدث الآن في الهند والباكستان بشكل واضح وملموس ، فإذا أردنا أن نلقي باللائمة علىٰ أحد فعلينا أن نلقيها علىٰ مؤسسيه وباني أصوله ، أُولئك الذين تنازعوا واختلفوا في أمر لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
وهو حيٌّ يسمع ويرىٰ.
لماذا اختلفوا ؟ أو لماذا تنازعوا ؟!
الرواية تخبرنا بأنَّ القوم انقسموا
قسمين ؛ فمنهم من يقول : قدِّموا لرسول الله الكتف والدواة ليكتب لكم كتاباً لا تضلُّون بعده أبداً ، ومنهم من يقول ما قاله عمر.
الله أكبر ؛ ما أوضح العبارات ، وما
أشدَّ بيانها ! وماذا نريد أكثر من هذا لنستبين الحقيقة ... ؟ حقٌّ أوضح من وضوح الشمس في رائعة النهار ... وصراحة مباشرة ليس فيها غموض ولا التباس.
الله أكبر ... هنا اختلفوا ، وهنا
تنازعوا ، وهنا أصبحت أُمَّة محمَّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ثلاثاً وسبعين
فرقة ... فانقسام القوم إلىٰ قسمين مع وجود الرسول ولأمرٍ أمره بنفسه صلىاللهعليهوآلهوسلم
، لا يمكن حمله علىٰ حسن النيَّة وطيبة القلب وشفافيَّة الإيمان وصدق اليقين ... بل القوم المنقسمون علىٰ أمرهم ، لابدَّ وأنَّ أحدهم علىٰ الحقِّ ، والثاني
متحامل