الوجع
».
ألا نفهم من هذه العبارة بأنَّه يوحي
للسامعين أو يصوِّر لهم بأنَّ النبيَّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يتكلَّم عن
غير وعي ؟ وإلاّ فما معنىٰ كلمة « غلبه الوجع »
؟! وماذا يريد بها ؟!
ثُمَّ ألا ترىٰ معي أنَّ في ذلك
تجاوزاً للأدب والأخلاق ، فالنبيُّ يقول : «
ائتوني بكتاب ... » وعمر يقول للناس «
إنَّ النبيَّ قد غلبه الوجع ... »
فأين قوله تعالىٰ (
لِّتُؤْمِنُوا
بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ
) ؟! .
ثُمَّ إنَّ النبيَّ أمر بإخراجهم من
عنده بعد أن تنازعوا ، فماذا يدلُّ أمره هذا صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟ ألا يدلُّ
علىٰ غضبه عليهم وعدم رضاه بما واجهوه به ؟ والقرآن يقول : (
فَإِن
تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
)
وهذا نزاع ، ولم يردُّوه إلىٰ الله حيث إنَّه سبحانه أمر بكتابة الوصيَّة ، ولم يردُّوه إلى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو حيٌّ يُرزق.
أليس في ذلك أذىٰ للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو يشهد هذا المشهد المحزن من رفض صحابته لأمر الله ولأمر نبيَّه ، والله سبحانه يقول : ( وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ
)
والآية الأُخرىٰ تقول : (
وَالَّذِينَ
يُؤْذُونَ رَسُولَ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
) .
هذا نقاشنا باختصار إن كانت مقولة عمر «
إنَّ النبيَّ قد غلبه الوجع .. ». ولكن ينقل رواة آخرون أنَّ هذه العبارة ليست هي التي قالها
__________________