وعكرمة وابن سيرين أنه أراد صدقة الفطرة وصلاة العيد (١) ، وكيف يصح ذلك والسورة مكية ولم يكن هناك صلاة عيد ولا زكاة فطرة.
قلنا : يحتمل أن يكون نزلت أوائلها بمكة وختمت بالمدينة (٢).
قال تعالى ( فلا صدق ولا صلى ) أي لم يتصدق ولم يصل ( لكن كذب ) بالله ( وتولى ) عن طاعته (٣). وكأنه في زكاة الفطرة ، لأنه ابتدأ بذكر الصدقة ثم بالصلاة على ما قدمنا. والصدقة العطية للفقير (٤).
وقال تعالى ( ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) (٥) والشح منع الواجب في الشرع ، وكذا البخل (٦) قال الله تعالى ( سيطوقون ما بخلوا به ) (٧) وقال النبي صلىاللهعليهوآله : انه شجاع أقرع طوقوا به ـ رواه أبو جعفر عليهالسلام (٨).
( باب الجزية )
قال الله تعالى ( حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ) (٩) والجزية عبارة
__________________
(١) انظر الدر المنثور ٦ / ٣٣٩ ـ ٣٤٠.
(٢) نقل عن الضحاك انها مدنية ـ انظر مجمع البيان ٥ / ٤٧٢.
(٣) سورة القيامة : ٣١ ـ ٣٢.
(٤) هذا من الجانب الشرعي ـ انظر لسان العرب ( صدق ).
(٥) سورة الحشر : ٩ وسورة التغابن : ١٦.
(٦) قال ابن منظور : الشح والشح ـ بضم الشين وفتحها ـ البخل ، والضم أعلى ، وقيل هو البخل مع الحرص ، وفى الحديث ( إياكم والشح ) ، الشح أشد البخل ، وهو أبلغ في المنع من البخل ، وقيل البخل في افراد الأمور وآحادها والشح عام. وقيل للبخل بالمال والشح بالمال والمعروف ـ لسان العرب ( شحح ).
(٧) سورة آل عمران : ١٨٠.
(٨) تفسير البرهان ١ / ٣٢٧.
(٩) سورة التوبة : ٢٩.