باب
( ما يجب اعتقاده في أبواب التوحيد )
الأجسام محدثة
، لأنها لم تسبق الحوادث ، فلها حكمها في الحدوث.
ولا بدّ لها من
محدث كالصياغة والكتابة ، ولا بد من كونه قادرا ، لتعذر الفعل على من لم يكن
قادرا ويتيسر على من كان كذلك.
ولا بدّ من كون
محدثها عالما ، وهذا الضرب من التعلق لا يصلح إلا من الموجود كونه
قديما ، لانتهاء الحوادث اليه.
ويجب كونه حيا
، وإلا لم يصح كونه قادرا عالما فضلا عن وجوبه.
ويجب أن يكون
مدركا ، إذ أوجد المدركات ، لاقتضاء كونه حيا.
ووجب كونه سميعا بصيرا ،
لأنه يجب أن يدرك المدركات إذا وجدت ، وهذه فائدة قولنا سميع
بصير ومن صفاته.
وإن كانتا عن
علة كونه مريدا وكارها ، لأنه تعالى قد أمر وأخبر ونهى ، ولا
يكون الأمر والخبر أمرا ولا خبرا إلا بإرادة ، والنهي لا يكون نهيا إلا بكراهة ، ولا يجوز أن
يستحق
__________________