كتابه الشافي من
أحسن كتبه الكلامية وأطولها ، بل لعل الشافي من أوقع الكتب الكلامية الشيعية
القديمة وأرسخها ، وهو حقاً طرق بعض الأبحاث الكلامية وتوسع فيها توسعاً لم يسبق
إليه مع عمق في البحث ، واشراق في العبارة ، واكثار من الشواهد القرآنية والحديثية
، وجمع للآراء ، واحتواء للنظريات.
وكان تلميذاً للشيخ أبي عبد الله محمد
بن محمد بن النعمان المفيد الذي قيل فيه : كان « من جملة متكلمي الإمامية انتهت
إليه رياسة الإمامية في وقته ، وكان مقدماً في العلم وصناعة الكلام » وهو الذي « فضله أشهر من أن يوسف في
الفقه والكلام والرواية » .
وأستاذ مثل الشيخ المفيد الذي طبق
العالم شهرة في الكلام والفقه وغيرهما من العلوم لابد وأن يربي مثل المرتضى الذي
كان « إمام أئمة العراق بين الاختلاف والاتفاق ، إليه فزع علمائها وعنه أخذ
علماؤها ، صاحب مدارسها ، وجماع شاردها وآنسها ممن سارت أخباره ، وعرفت به أشعاره
، وحمدت في دين الله مأثوره وآثاره ، إلى تواليفه في الدين ، وتصانيفه في أحكام
المسلمين ، ما يشهد أنه فرع ذلك الأصل الأصيل ، ومن أهل
__________________