الله سبحانه وتعالى الحكيم الخبير ، أنّه فرض علينا الصلاة ، وشرط لها الوضوء ، لكنّه لم يعلّمنا كيف نؤذّن إلى الصلاة ، ولم يكن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يعرف ذلك ، حتّى جاء عمر بن الخطّاب ، وعلّم الناس الآذان مع أنّ الله سبحانه قال : ( إِذَا نُودِي لِلصَّلاَةِ ) (١) ، و( أَقِيمُواْ الصَّلاةَ ) (٢) ، وأنّ هناك روايات تؤكّد أنّ الله قد علّم رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم الآذان في السماء يوم فرضت الصلاة ، يوم عرج برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. وكان من أجزاء الآذان حيّ على خير العمل ، وجاء عمر بن الخطّاب وأزال هذا المقطع ، ووضع بدلاً منه خير من النوم ، ولأنّ الالتزام بحيّ على خير العمل كجزء من الآذان قام بتطبيقه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب سلام الله تعالى عليه ، وضع الطرف المقابل أحاديث نسبوها لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم زوراً وبهتاناً حتّى يكون رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في صفّ الذين غيّروا ، ويظهر الأمر وكأنّ المخالف لسنّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هو عليّ بن أبي طالب فقط.
وهناك المئات من الاختلافات في الصلاة والحجّ والطلاق والزكاة وغيرها كثير ، حتّى الخمس الذي فرضه الله سبحانه وتعالى لأهل البيت وفرض على المسلمين أداءه لهم ، فلأنّه من الأحكام التي تذكر الناس بموقعيّة أهل البيت وعترة الرسول سلام الله عليهم ، فإنّهم منعوا أداءه لهم ، وحرموا أهل البيت عليهمالسلام من هذا الحقّ ، وحتّى أنّك لا تجد أثراً لهذا الحكم في كتب السنّة ; لأنّهم قالوا وأفتوا بأنّ ذلك كان للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبعد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم يكون للدولة ، وانتهى الأمر على ذلك.
وأحبّ أنْ أقدّم بين يدي القارئ عدداً من الفتاوى التي أفتى بها العديد من علماء أهل السنّة ، وقد خالفوا في فتاواهم سنّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حتّى لا يتشبّهوا
__________________
(١) الجمعة : ٩.
(٢) الأنعام : ٧٢.