وقوله تعالى : ( وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء ) (١) ...
وقال هشام ، عن أبي مخنف : حدّثني أبو حمزة الثمالي ، عن عبد الله الثمالي ، عن القاسم بن نجيب ، قال : لمّا أقبل وفد الكوفة برأس الحسين ، دخلوا به مسجد دمشق ، فقال لهم مروان بن الحكم : كيف صنعتم؟
قالوا : ورد علينا منهم ثمانية عشر رجلاً ، فأتينا والله على آخرهم ، وهذه الرؤوس والسبايا ...
قال : ولمّا بلغ أهل المدينة مقتل الحسين ، بكى عليه نساء بني هاشم ، ونحن عليه.
وروي : أنّ يزيد استشار الناس في أمرهم ، فقال رجل ممّن قبّحهم الله : يا أمير المؤمنين ، لا يتخذنّ من كلب سوء جرواً ، اقتل عليّ بن الحسين ، حتّى لا يبقى من ذريّة الحسين أحد.
فسكت يزيد.
فقال النعمان بن بشير : يا أمير المؤمنين ، اعمل معهم كما كان يعمل معهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لو رآهم على هذه الحال ...
ثمّ كتب ابن زياد إلى عمرو بن سعيد ، أمير الحرمين ، يبشّره بمقتل الحسين ، فأمر منادياً ، فنادى بذلك.
فلمّا سمع نساء بني هاشم ارتفعت أصواتهنّ بالبكاء والنوح.
وقال عبد الملك بن عمير : دخلتُ على عبيد الله بن زياد ، وإذا رأس الحسين بن عليّ بين يديه على ترس ، فوالله ما لبث إلا قليلاً حتّى دخلت على المختار بن أبي عبيد ، وإذا رأس عبيد الله بن زياد بين يدي المختار على ترس ،
__________________
(١) البقرة : ٢٤٧.