في شرح نهج البلاغة عن المسعودي : عن عروة بن الزبير إنّه كان يعذر أخاه عبد الله في حصر بني هاشم في الشعب ، وجمعه الحطب ليحرّقهم ، قال عروة في مقام العذر والاعتذار لأخيه عبد الله بن الزبير : بأنّ عمر أحضر الحطب ليحرق الدار على من تخلّف عن البيعة لأبي بكر (١).
وروى في روضة المناظر في أخبار الأوائل والأواخر لابن الشحنة المطبوع على هامش بعض طبعات الكامل لابن الأثير ، يقول : إنّ عمر جاء إلى بيت عليّ ليحرقه على من فيه ، فلقيته فاطمة فقال : ادخلوا فيما دخلت فيه الأمّة (٢).
وفي كتاب لصاحب الغارات ، إبراهيم بن محمّد الثقفي ، في أخبار السقيفة ، يروي عن أحمد بن عمرو البجلي ، عن أحمد بن حبيب العامري ، عن حمران بن أعين ، عن أبي عبد الله ، جعفر بن محمّد عليهماالسلام قال : « والله ما بايع عليّ ، حتّى رأى الدخان قد دخل بيته » (٣).
وذكر الواقدي أنّ عمر بن الخطّاب جاء إلى بيت عليّ وفاطمة عليهماالسلام ، في عصابة فيهم أسيّد ابن الحصين ، وسلمة بن أسلم. فقال : اخرجوا ، ليحرقنّها عليكم (٤).
ونقل ابن خزامة في غرره ، قال زيد بن أسلم : كنت ممّن حمل الحطب مع عمر بن الخطّاب إلى باب فاطمة حين امتنع عليّ وأصحابه عن البيعة أنْ يبايعوا ، فقال عمر بن الخطّاب لفاطمة : اخرجي من البيت وإلاّ أحرقته ومن فيه. قال : وفي البيت عليّ ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين عليهمالسلام ، وجماعة من أصحاب النبيّ ، فقالت فاطمة : « تحرق على ولدي ». قال : أي والله ، أو ليخرجنّ وليبايعنّ (٥).
__________________
(١) مظلومية الزهراء : ٦٣ ـ ٦٤ ، عن مروج الذهب ٣ : ٨٣ ، شرح ابن أبي الحديد ٢٠ : ١٤٧.
(٢) مظلومية الزهراء : ٦٤.
(٣) مظلومية الزهراء : ٦٥.
(٤) اُنظر إحقاق الحقّ : ٢٢٨.
(٥) اُنظر إحقاق الحقّ : ٢٢٨.