وروى في كتاب الإمامة والسياسة لابن قتيبة ، أنّ أبا بكر تفقّد قوماً تخلّفوا عن بيعته عند عليّ كرّم الله وجهه ، فبعث إليهم عمر بن الخطّاب ، فجاء فناداهم ، وهم في دار عليّ ، فأبوا أنْ يخرجوا ، فدعا عمر بالحطب وقال : والذي نفس عمر بيده ، لتخرجنّ أو لأحرقنّها على من فيها ، فقيل له يا أبا حفص ، إنّ فيها فاطمة ، قال : وإنْ (٣).
وروي في الرياض النضرة قال ابن شهاب : وغضب رجال من المهاجرين في بيعة أبي بكر ، منهم عليّ بن أبى طالب ، والزبير ، فدخلا بيت فاطمة معهما السلاح ، فجاءهما عمر بن الخطّاب في عصابة من المسلمين ، منهم أسيّد بن حضير ، وسلمة بن سلامة بن وقش ، وهما من بني عبد الأشهل ، ويقال : منهم ثابت ابن التعليق ، قيس بن شمّاس من بني الخزرج ، فأخذ أحدهم سيف الزبير ، فضرب به الحجر حتّى كسره (٤).
إذن ، يتبيّن لك عزيزي القارئ من خلال ما ذكر من الروايات السابقة ،
__________________
(٣) الإمامة والسياسة : ١٩.
(٤) الرياض النضرة ١ : ١٠٧ ، واُنظر السنّة لعبد لله بن أحمد ٢ : ٥٥٤.