البزّار ، بنفس السند الذي عند ابن أبي شيبة ، يرويه عن زيد بن أسلم ، عن أسلم وفيه : إنّ عمر قال لها : ما أحد أحبّ إلينا بعده منك ، ثُمّ قال : ولقد بلغني أنّ هؤلاء النفر يدخلون عليك ، ولأن يبلغني لأفعلنّ ولأفعلنّ (١).
لاحظ عزيزي القارئ أنّ الرواية بنفس السند ، لكنّهم أخفوا كلمة عمر لأحرقنّ عليكم البيت.
ونورد لكم هنا ما ذكره السيّد الميلاني في كتابه مظلومية الزهراء ، من الأخبار والروايات الدالة على حرق دارها بتصرّف يسير :
روى البلاذري المتوفي سنة ٢٢٤ هـ في أنساب الأشراف بسنده : إنّ أبا بكر أرسل إلى عليّ يريد البيعة ، فلم يبايع ، فجاء عمر ومعه فتيلة ، فتلقته فاطمة على الباب ، فقالت فاطمة : يا ابن الخطّاب ، أتراك محرقاً عليّ بابي؟! قال : نعم ، وذلك أقوى فيما جاء به أبوك (٢).
وفي العقد الفريد لابن عبد ربّه المتوفى سنة ٣٢٨ هـ وأما عليّ والعبّاس والزبير ، فقعدوا في بيت فاطمة ، حتّى بعث إليهم أبو بكر [ ولم يكن عمر هو الذي بادر ، بعث أبو بكر عمر بن الخطّاب ] ، ليخرجوا من بيت فاطمة وقال له : إنْ أبوا فقاتلهم ، فأقبل بقبس من نار على أنْ يضرم عليهم الدار ، فلقيته فاطمة فقالت : يا ابن الخطّاب ، أجئت لتحرق دارنا؟ قال : نعم ، أو تدخلوا ما دخلت فيه الأمّة (٣).
وروى أبو الفداء المؤرّخ المتوفى سنة ٧٣٢ هـ ، في المختصر في أخبار البشر ، الخبر إلى : وإنْ أبوا فقاتلهم ، ثُمّ قال : فأقبل عمر بشيء من نار على أنْ يضرم الدار (٤).
__________________
(١) الاستيعاب ٣ : ٩٧٥.
(٢) مظلومية الزهراء : ٦٢ ، عن أنساب الأشراف ١ : ٥٨٦.
(٣) مظلومية الزهراء : ٦٣ ، عن العقد الفريد ٥ : ١٣.
(٤) مظلومية الزهراء : ٦٣ ، عن المختصر في أخبار البشر ١ : ١٥٦.