أَقْفَالُهَا) (١) ، كلا ، بل ران على قلوبكم ما أسأتم من أعمالكم ، فأخذ بسمعكم وأبصاركم ، ولبئس ما تأولتم وساء ما به أشرتم ، وشرّ ما منه اغتصبتم ، لتجدنّ والله محمله ثقيلا ، وغبّه وبيلا ، إذا كشف لكم الغطاء وبان بأورائه الضرّاء ، وبدا لكم من ربّكم ما لم تكونوا تحتسبون ، وخسر هنالك المبطلون ، ثُمّ عطفت على قبر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وقالت :
قد كان بعدك أنباء وهنبثة |
|
لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب |
إنّا فقدناك فقد الأرض وابلها |
|
واختلّ قومك فاشهدهم ولا تغب |
تجهّمتنا رجال واستخفّ بنا |
|
لمّا فقدت وكلّ الأرض مغتصب |
وكنت بدراً ونوراً يُستضاء به |
|
عليك ينزل من ذي العزّة الكتب |
وقد كان جبريل بالآيات يؤنسنا |
|
فقد فقدت وكلّ الخير محتجب |
فليت قبلك كان الموت صادفنا |
|
لما مضيت وحالت دونك الكثب (٢) |
عزيزي القارئ لا تظننّ إنّ ما فعله أبو بكر وعمر ، ومن معهم ، هو فقط انتزاع حقّها من الميراث والخمس والفيء ، فإنّهم لم يكتفوا بذلك ، فحتّى يشفوا غليلهم وأحقادهم من عترة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قاموا بالهجوم على بيتها ، وكشف حرمته ، وإحراقه ، وقاموا بضربها وكسر ضلعها ، وإسقاط جنينها ، وإليك شيئاً من التفصيل فيما يتعلّق بهذا الأمر ، نرويه أيضاً ممّا في كتب وصحاح أهل السنّة.
إحراق بيت السيّدة الزهراء :
أمّا الأمر الثاني الذي حصل للسيّدة الزهراء بعد وفاة الرسول وبعد أنْ
__________________
(١) محمّد : ٢٤.
(٢) اُنظر خطبة الزهراء مع اختلاف في الالفاظ في شرح نهج البلاغة ١٦ : ٢١١ ـ ٢١٤ ، الاحتجاج ١ : ١٣١ ـ ١٤٥ ، وأورده الأحمدي الميانجي في مواقف الشيعة ١ : ٤٣٨ ـ ٤٦٨ ، ثُمّ ذكر مصادرها بالتفصيل.