انتزعت منها فدك ، وانتزع منها إرثها ، ومنعت حقّها من الخمس. كانت الحملة الثانية من الأذى للسيّدة الزهراء وآل بيت رسول الله سلام الله عليهم أجمعين ، هي الهجوم على بيتها ، والتهديد بإحراقه وحرقه ، وكسر باب بيتها ، وضربها ، وكسر ضلعها ، وإسقاط جنينها محسن عليهالسلام ، وكشف حرمتها وحرمت بيتها ، ذلك البيت الذي كان مهبط الوحي ، بيت أهل البيت والنبوّة والرحمة ، باب بيت السيّدة الزهراء عليهاالسلام ، وأمير المؤمنين عليّ عليهالسلام ، والسيّدة زينب ، والإمام الحسن والحسين.
وكأنّ أولئك العابثين قد تناسوا قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لهم حيث قال : « اشتدّ غضب الله على من آذاني في عترتي » (١) ، وأيضاً تناسوا كلّ تلك الأحاديث التي صدرت عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في حقّ من يؤذي فاطمة ، أو يغضبها ، والتي ذكرناها في القسم الأوّل من البحث.
عزيزي القارئ ، ما هو موقفك من هذا الأذى الفظيع المهين المخزي؟ بعد أنْ تنظر إلى مجموعة الأحاديث التي ذكرتها لك في بداية البحث ، اُنطر وفكّر وتأمّل بنزاهة ، وكن صادقاً مع نفسك ، أظنّك حتما سوف تصل إلى الحقيقة ، وتحدّد موقفك.
أمّا الهجوم على بيتها ، وكسر الباب وإحراقه ، فإليك بعض النصوص من كتب أهل السنّة ، والتي تؤكّد على حصول ذلك قطعاً ، ولا تنسى أنّ هذه المسألة من الأمور القطعيّة الثابتة في كتب وأحاديث أهل البيت عليهمالسلام ، وهو المقطوع بحدوثه عند أتباع أهل البيت رضوان الله تعالى عليهم.
فلو أضفت إلى ذلك ، بعض ما ذكر في كتب أهل السنّة ، وإقرارهم بحدوثه ، تصبح القضيّة لا مجال للطعن أو الشكّ فيها.
ابن أبي شيبة في مصنفه ، وهو من شيوخ البخاري ، ذكر القضيّة : حدّثنا محمّد ابن بشر ، نا عبيد الله بن عمر ، حدّثنا زيد بن أسلم ، عن أبيه أسلم ، أنّه حين بويع
__________________
(١) اُنظر الجامع الصغير ١ : ١٥٨ ، وكنز العمّال ١٢ : ٩٣ ، عن مسند الفردوس.