ابن عفّان أقطعها لوزيره مروان ابن الحكم ، ثُمّ تداولها بنو أميّة ، وبنو الحكم ، كما ذكر في الروايات الصحيحة في كتب وصحاح أهل السنّة.
قال المنذري : قال بعضهم : إنّما أقطعها مروان في زمان عثمان رضياللهعنه وكان ذلك مما عابوه وتعلقوا به عليه (١). وذكر ذلك أيضاً [ أي أنّ مروان أقطعها ] في سنن أبي داود (٢) ، والبيهقي (٣) وغيرهم.
بالله عليكم ، كيف يجوز لأبي بكر ، وعمر ، ومن معهم ، أنْ يصدّقوا كلام الصحابي ، ويكذّبوا كلام السيّدة الزهراء ، المعصومة التي أذهب الله عنها الرجس ، والتي رضاها من رضا الله ، وغضبها من غضب الله.
لاحظوا كيف أنّ أبا بكر لم يطلب شاهداً من الصحابي في القصّة المذكورة ، في الأحاديث السابقة ، بينما لم يفعل ذلك مع السيّدة الزهراء ، لماذا ..؟ هل هذا إنصاف من الخليفة أو حقد وبغض وضغينة في الصدور ، على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وذريته من بعده؟ أو هو ما أخبر به رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : « إنّا أهل بيت ، اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، وإنّه سيلقى أهل بيتي من بعدي تطريداً وتشريداً في البلاد » (٤).
والآن أعود ، وأذكّر بأنّ السيّدة الزهراء عليهاالسلام بعد أنْ غضبت على أبي بكر وعمر ، ردّت عليهم بخطبة بليغة ، أقدّمها بين يدي القارئ العزيز ، فعلى إثر الأحداث المريرة التي شهدتها الساحة الإسلاميّة بعد وفاة الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، مثل قضيّة اغتصاب الخلافة ، والاعتداء على حقّ أمير المؤمنين عليهالسلام ، وغصب فدك من فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، والهجوم على دارها ، وغير ذلك من الأحداث الأليمة ،
__________________
(١) اُنظر عون المعبود ٨ : ١٣٨.
(٢) سنن أبي داود ٢ : ٢٤.
(٣) سنن البيهقي ٦ : ٣٠١.
(٤) المستدرك ٤ : ٤٦٤.