الآخر. ح حدّثنا ابن أبي عمر ( واللفظ له ) قال : قال سفيان : سمعت محمّد بن المنكدر يقول : سمعت جابر بن عبد الله قال سفيان : وسمعت أيضاً عمرو بن دينار يحدّث عن محمّد بن عليّ ، قال : سمعت جابر بن عبد الله. وزاد أحدهما على الآخر قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « لو قد جاءنا مال البحرين ، لقد أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا » وقال بيديه جميعا ، فقُبض النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قبل أنْ يجيء مال البحرين. فقدم على أبي بكر بعده. فأمر مناديا فنادى : من كانت له على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم عدّة أو دين فليأت. فقمت فقلت : إنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال : « لو قد جاءنا مال البحرين ، أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا » ، فحثى أبو بكر مرّة. ثُمّ قال لي : عدّها. فعددتها ، فإذا هي خمسمائة. فقال : خذ مثليها (١).
روى المتقي الهندي في كنز العمّال ، عن عمر ، مولى غفرة قال : لمّا توفى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جاء مال من البحرين ، فقال أبو بكر : من كان له على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم شيء ، أو عدّة ، فليقم فليأخذ ، فقام جابر فقال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : إنْ جاءني مال من البحرين لأعطينّك هكذا وهكذا ، ثلاث ، حثاً بيده ، فقال له أبو بكر : قم ، فخذ بيدك ، فأخذ ، فإذا هي خمسمائة درهم فقال : عدّوا له ألفا (٢). وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد باختلاف يسير (٣).
أمّا ما هو مصير قرية فدك ، فبعد عصر الخليفة الأوّل والثاني ، جاء عصر عثمان بن عفّان الذي عيّن مروان ابن الحكم وزيراً له ، والذي قال عنه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم « هو الوزغ ابن الوزغ ، الملعون ابن الملعون » (٤). ثُمّ إنّ عثمان
__________________
(١) صحيح مسلم ٧ : ٧٥.
(٢) كنز العمّال ٥ : ٥٩٢.
(٣) مجمع الزوائد ٦ : ٣.
(٤) المستدرك ٤ : ٤٧٩.