فيهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في غدير خمّ ، وولّى عليهم أمير المؤمنين خليفة من بعده ، وكان الجمع فيه عشرات الألوف من الصحابة ، وذلك قبل وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بأشهر قليلة ; ولأنّ قسماً كبيراً من أولئك أوفوا ببيعتهم ورفضوا أنْ يعطوا الزكاة لمن نكث بيعته ، ولم يقبلوا إلاّ أنْ يؤدّوها إلى أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام ، فقاتلوهم وقتلوهم وحرقوهم وادّعوا أنّ أولئك الصحابة من المرتدّين ، كما حصل مع قوم الصحابي مالك ابن نويرة ، وكان من صحابة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ومن أمرائه على الصدقات.
جاء في تاريخ الطبري بالسند إلى عبد الله بن أبي بكر قال :
قد كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعث أمراءه وعمّاله على الصدقات على كلّ ما أوطأ الإسلام من البلدان .. ، وبعث مالك بن نويرة رضياللهعنه على صدقات بني حنظلة (١).
والذي قتل مالك بن نويرة ضرار بن الأزور ، بأمر من خالد بن الوليد ، واغتصب امرأته ، تلك المرأة المسلمة ، زوجة ذلك الصحابي الجليل ، ثُمّ هيّأها لخالد بن الوليد ، ونزا عليها ، وإليك عزيزي القارئ ما جرى من بطولات حروب الردّه ، والتي قادها أبو بكر وعمر.
أورد يعقوب بن سفيان في تاريخه بسند له : أنّ خالداً بعث ضراراً في سريّة ، فأغاروا على حيّ ، فأخذوا امرأة جميلة ، فسأل ضرار أصحابه أنْ يهبوها له ، ففعلوا ، فوطئها ثُمّ ندم فذكر ذلك لخالد ، فقال له : قد طيّبتها لك ، فقال : لا ، حتّى تكتب إلى عمر ، فكتب ـ أي عمر ـ عمر : أنْ ارضخه بالحجارة ، فجاء الكتاب وقد مات .. ، ويقال : إنّه الذي قتل مالك بن نويرة بأمر خالد (٢).
__________________
(١) تاريخ الطبري ٢ : ٤٠٠.
(٢) اُنظر الإصابة ٣ : ٣٩١ ـ ٣٩٢.