في تهذيب الكمال : قال النزال بن سبرة عن عليّ : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : « ما أظلت الخضراء ولا أقلّت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر » وفي الباب عن أبي هريرة ، وأبي الدرداء ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، وجابر بن عبد الله ، وغيرهم ، وقال عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « أمرت بحبّ أربعة من أصحابي ، وأخبرني الله أنّه يحبّهم » قلت من هم يا رسول الله قال : « عليّ وأبو ذر وسلمان والمقداد » وقال عبد الله بن مليل ، عن عليّ : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : « أعطي كلّ نبيّ سبعة نجباء ورفقاء ، وأعطيت أنا أربعة عشر نجيباً رفيقاً ، فذكرهم ذكر فيهم أبا ذر ، وقال أبو إسحاق ، عن هانئ بن هانئ ، عن عليّ : « أبو ذرّ وعاء مليء علماً ثُمّ أوكى عليه ، فلم يخرج منه شيء حتّى قبض. ومناقبه وفضائله كثيرة جدّاً » (١).
وروي في الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، عن عبد الله بن مسعود قال : لما نفى عثمان أبا ذر إلى الربذة ، وأصابه بها قدره ، ولم يكن معه أحد إلا امرأته وغلامه فأوصاهما أنْ غسلاني وكفّناني وضعاني على قارعة الطريق ، فأوّل ركب يمرّ بكم فقولوا : هذا أبو ذر ، صاحب رسول الله ، فأعينونا على دفنه ، فلمّا مات ، فعلا ذلك به ، ثُمّ وضعاه على قارعة الطريق ، وأقبل عبد الله بن مسعود في رهط من أهل العراق عُمّاراً ، فلم يرعهم إلا بالجنازة على ظهر الطريق قد كادت الإبل تطأها ، فقام إليه الغلام فقال : هذا أبو ذر ، صاحب رسول الله ، فأعينونا على دفنه ، فاستهلّ عبد الله يبكي ويقول : صدق رسول الله ، تمشي وحدك ، وتموت وحدك ، وتبعث وحدك ، ثُمّ نزل هو وأصحابه فواروه.
حجر بن عدي الكندي وأصحابه وماذا قال عنهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال الحاكم في المستدرك : في باب ذكر مناقب حجر بن عدىّ رضياللهعنه ، وهو
__________________
(١) الطبقات الكبرى ٤ : ٢٣٤ ـ ٢٣٥.