العادلة (١).
وروى أحمد في مسنده ، عن أبي البختري قال : قال عمّار يوم صفين : ائتوني بشربة لبن ، فإنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : آخر شربه تشربها من الدنيا شربة لبن ، فأتي بشربة لبن فشربها ، ثُمّ تقدم فقتل ، ورواه ابن سعد وغيره (٢).
وفي مجمع الزوائد : وعن سيار أبي الحكم قال : قالت بنو عبس لحذيفة : إنّ أمير المؤمنين عثمان قد قتل ، فما تأمرنا ، قال : آمركم أن تلزموا عماراً. قالوا : إن عماراً لا يفارق عليّاً ، قال : ان الحسد هو أهلك الجسد وإنّما ينفركم من عمّار قربه من عليّ ، فوالله لعليّ أفضل من عمّار أبعد ما بين التراب والسحاب ، إنّ عمّاراً لمن الأحباب وهو يعلم أنّهم إنْ لزموا عمّاراً كانوا مع عليّ » (٣).
أخرج الطبراني ، عن عبد الله ، يعني : ابن مسعود ، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال : « إذا اختلف الناس ، كان ابن سميّة مع الحق « [ ابن سمية هو عمّار ].
في مجمع الزوائد : وعن حذيفة قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : وضرب جنب عمّار قال : إنّك لن تموت حتّى تقتلك الفئة الباغية الناكبة عن الحق ، يكون آخر زادك من الدنيا شربة لبن » (٤).
وكذلك أبو ذر رضياللهعنه الذي ضُرب من قبل عثمان وأعوانه ، ونفي عدّة مرّات ، وكان ثابتاً على ولائه لأهل البيت ، ولم يترك بيعته لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، ولم يترك أبو ذر رضياللهعنه الرواية والحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فيما يتعلّق بأهل البيت وفضائلهم سلام الله عليهم ، ولذلك عُذّب وضُرب وشرّد من قبل الخليفة الثالث عثمان بن عفّان وأعوانه من بني الحكم.
__________________
(١) تهذيب الأسماء واللغات ٢ : ٣٥٢.
(٢) مسند أحمد ٤ : ٣١٩ ، الطبقات الكبرى ٣ : ٢٥٧ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٨ : ٧٢٨ ـ ٧٢٩.
(٣) مجمع الزوائد ٧ : ٢٤٣.
(٤) مجمع الزوائد ٩ : ٢٩٧.