ومع وضوح هذا الأمر ، والأدلّة على اتّباع العترة الطاهرة متظافرة عند السنّة ، ومتواترة في أغلب الأحيان ، فإنّك لا تجدهم يتبّعونهم قيد أنملة ، ولا تجد غير أتباع المذهب الحقّ ، أتباع مذهب أهل البيت عليهمالسلام ، والذي تسمّوا بأسماء الأئمّة وعددهم ، ولا تجد غيرهم يتّبع أمر الله جلّ وعلا ، وأمر الرسول في الاقتداء بأهل البيت عليهمالسلام.
ولو اطّلع أيّ باحث منصف على ما عند الشيعة ، أتباع أهل البيت عليهمالسلام ، لوجد أنّهم هم الذين حافظوا على الدين الإسلاميّ من الضياع ومن الضلال ، ولوجد ميزة لن يجدها عند أحد ، وهي الالتزام الكامل بالنصوص القرآنيّة والسنّة النبوّة المحمّديّة الصافية النقيّة.
هؤلاء هم أهل البيت عليهمالسلام ، الذين أوجب الله حقوقهم ، وفرض طاعتهم ، وأذهب عنهم الرجس ، وطهّرهم من أىّ نقيصة ، دائماً مدحهم الله سبحانه وتعالى في آيات الكتاب الحكيم وكذلك في حديث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولن تجد حتّى عند خصومهم ما يطعن في عصمتهم وعدالتهم وتقواهم. بل كانوا دائما المثل الأعلى في العدل والزهد والتقوى والطاعة والعلم ، والمحافظة على كليّات الإسلام وجزئياته.
فأهل البيت عليهمالسلام هم الذين صحبوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حقّ الصحبة ، أخذوا عنه معالم الدين ، ونقلوا لنا تعاليمه بأمانة وإخلاص ودقّة متناهية.
هم الذين دوّنوا ما أملاه عليهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بخطّ أيديهم ، ودونك الأحاديث التي تؤكّد على وجود الصحيفة العلويّة ، والتي فيها جميع أحكام الإسلام ، وحتّى لو حاول أهل السنّة التنقيص من شأنها ، لكنّهم اعترفوا بوجودها.
روى البخاري في صحيحه ، عن أبي جحيفة قال : قلت لعليّ : هل عندكم كتاب؟ قال : « لا ، إلاّ كتاب الله ، أو فهم أعطيه رجل مسلم ، أو ما في هذه الصحيفة ».