قال : قلت : فما في هذه الصحيفة؟ قال : « العقل ، وفكاك الأسير ، ولا يقتل مسلم بكافر » (١).
روى البخاري في صحيحه ، عن عليّ رضياللهعنه قال : « ما عندنا شيء إلا كتاب الله ، وهذه الصحيفة عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : المدينة حرم ، ما بين عائر إلى كذا ، من أحدث فيها حدثاً ، أو آوى محدثاً ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل منه صرف ولا عدل. وقال : ذمة المسلمين واحدة فمن اخفر مسلماً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل منه صرف ولا عدل ومن تولّى قوماً بغير إذن مواليه ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل منه صرف ولا عدل » (٢).
وسنتحدث عن الصحيفة العلويّة بشكل مفصّل في بحث اغتيال السنّة.
هؤلاء هم أهل البيت ، الذين هم سفن النجاة ، والذين أذهب الله عنهم الرجس وأمر بالاقتداء بهم وبهديهم.
وكما رأيت عزيزي القارئ ، لم أذكر لك جلّ ما نزل في شأنهم ، تركت ذلك لك حتّى تستقصي وتبحث بنفسك حتّى تصل إلى الحقيقة ، وتتعرّف على حقيقة أهل البيت عليهمالسلام ، والتي اغتالها المسلمون عبر تاريخهم وطمسوها ، ولم يسمحوا لأحد أنْ يحييها. ولو لا صبر الشيعة وأئمّتهم عليهمالسلام ، ومثابرتهم وتحمّلهم الملاحقات والتهم الباطلة ، وكذلك تكفيرهم وقتلهم وسجنهم وتشريدهم طوال ذلك التاريخ ، لما بقي دين على وجه الأرض.
بارك الله لكم وفيكم أيّها الأبرار ، يا أتباع أهل البيت عليهمالسلام. فلولاكم اليوم لكنّا في ظلمات فوقها ظلمات ، وضلال ما بعده ضلال ، رحمكم الله يا من أحييتم
__________________
(١) صحيح البخاري ١ : ٣٦.
(٢) صحيح البخاري ٢ : ٢٢١.