ـ « وإذا كان هذا المقطع : ( اليَوْمَ
يَئِسَ .. )
مستقلاً عن مطلع الآية وختامها ، إلاّ إنّه مرتبط تمام الارتباط بقوله تعالى : ( اليَوْمَ
أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ .. )
بحسب المضمون والإخبار ».
ـ « كيف يمكن أن يكون الأمر كذلك ، والمقطع
ما يعلن إلاّ عن حقيقة كبيرة وبشارة عظمى للمسلمين بأ نّه قد يئس أعداؤهم من أن
يمحوا دينهم. فلا خشية منهم على شيء ».
ـ « وهنا موضع الشاهد ، إذ إنّ اللّه
كان قد أكمل دينه وأتم نعمته ورضي الإسلام ديناً للأمّة .. وبذلك .. ».
ـ « دخل اليأس قلوب الكافرين مرحلته
العظمى! ».
ـ « تماماً ».
ـ « يمكنك أن تخبريني متى كان هذا اليوم
الذي يئس فيه الكفار من الكيد على دين الإسلام؟ ».
ـ « قد احتملت في هذا اليوم عدة محتملات
، فمنها ما ذكره الفخر الرازي في تفسيره من أنّه كلام جار على عادة أهل اللسان ، ومعناه
أن لا حاجة بكم الآن إلى مداهنة هؤلاء الكفار. وذلك كما يقال مثلاً : كنت شاباً
بالإمس وعدت اليوم شيخاً. فالمقطع القرآنى كذلك هو الآخر يتحدث عن حقيقة كانت
قائمة آنذاك. حيث انتشرت ألوية الإسلام ، وعلت قوّته ، وزال خوف المسلمين من
الكفار بعد أن هزموا وغلبوا ، فيئسوا من الغلبة والانتصار على المسلمين ، فقال
تعالى : ( اليوم يئس .. ).
ـ « إنّي أراه قابلاً للهضم ».
ـ « ان الأمر ليس كما ترى ، فهذا
المحتمل مردود ، لأُمور ، منها : أنّ هذا