الفصل الثامن والعشرون
المذهب الشيعي ما بين المستوى والطموح
بعد مضي يومين ، جاءني نبيل مرة أُخرى .. كان لوحده ، وبعد أن تبادلنا أطراف الحديث ، عرج بي إلى موضوع الساعة ، ومن بعد أن اكتسب ما يناسبه من الأخبار ، كان قد تشوف لأن يفيض علي باستنتاجاته وخلاصة توصلاته .. فقال لي :
ـ « لا أراك إلاّ أنك تحمل نَفَساً ، يتعصب لمخالفي أهل السنة » ».
فقلت :
ـ « وما أراك يا نبيل انك لم تكن إلاّ أبعد الناس عن التفكير في المسائل العقائدية عموماً ، وليس فيما يتعلق بما يرتبط بهذا الموضوع على الأخص ».
فقال :
ـ « وأنا الآخر ، صرت أراك تلجأ إلى القاء سيل التهم ، وتوخّي سبيل الإهانة من أجل أن تدرأ عن نفسك هجمات ، ليس لك أن تجيب عليها ».
فقلت له ، وأنا أمعن فيه جيداً :
ـ « نبيل ، هل تريد أن أطلعك على حقيقة ربما أفادتك في مختلف مرافق حياتك العملية المستقبلية منه على وجه العد .. إنّ حالك يشبه حال الصغير الذي تُلقى إليه لعبة ثمينة ، فلا يهتم بها حتّى إذا ما رأى أحد إخوته الآخرين يحاول الاهتمام بها ، عدا إليها ، وتسابق من أجلها كيما يسلبها منه ، مدعياً أنّه