قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

وانقضت أوهام العمر

وانقضت أوهام العمر

وانقضت أوهام العمر

تحمیل

وانقضت أوهام العمر

23/431
*

الفصل الثاني

أنا ونفسي ، وللحديث صلة

كنت ما أزال أحدّث نفسي ، ولقد شغفت بهذا الحديث حتّى طال وطره وتناءت دقائقه بساعاته ، فعدت أسائلها وفي القلب لوعة إلى بلوغ النهاية والخروج من هذه المحنة والأزمة اللتان خلتهما أشبه بالفتنة العمياء ، فقلت لها :

ـ « وآية الاكمال ، كيف كان لها أن تنزل؟ ».

ـ « فلمّا بلغ الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يومئذ الرسالة بنصّه على علي بالإمامة وعهده إليه بالخلافة ، أنزل اللّه عزّ وجلّ عليه : ( اليَوْمَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِيناً ). وإذا كانت العناية من اللّه عزّ وجلّ ، على هذا الشكل ، فلا غرو أن يكون من عناية رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما كان! ».

ـ « كيف؟ ».

ـ « فإنّه لما دنا أجله ، ونعيت إليه نفسه ، أجمع وبأمر من اللّه تعالى على أن ينادي بولاية علي في الحج الأكبر على رؤوس الاشهاد. ولم يكتف بنصّ الدار يوم الانذار بمكة ، ولا بغيره من النصوص المتوالية. وقد سمعت بعضها ، فأذن في الناس قبل الموسم أنّه حاج في هذا العام حجة الوداع ، فوافاه الناس من كُلّ فجّ عميق ، وخرج من المدينة بنحو مائة ألف أو يزيدون .. ».

فقاطعتها وأنا أحاول أن أفلت من زمام هذا الطوق الذي جعل يشتد على