فتضرب ضربتك .. وتضغط على الوتر الحسّاس! أنا لا أدري مع من تكون .. فهل أنت شيعي أم سني .. وإن أنا سألتك ، قلت لي : إنّي أنا منصف .. لقد تأكّد لي أنك لا تريد سوى ايذائي ، وجرح مشاعري ، أووه! .. لعلك أنت الذي اضطررت نبيل إلى المغادرة ، لأ نّه لم يطق تحمل تكاليف الحياة الى جانبك ، وجانب أمثالك .. ثُمّ طوى مسيره ، ولم يلتفت ، بل قفل عائداً من حيث أتي ، ولم أره بعد اليوم ، لأ نّه هو الآخر ، كان قد قرر الرحيل من غير عودة .. إلى حيث لا أدري ».
في حين تداعت إلى ذهني ذكريات حب فاشل ، كنت قد عشتها في أيام المدرسة الاعدادية ، حينما كنت أرفل بين مطاوي سنوات المراهقة الغضة .. ولربما ما كان فاشلاً ، لأ نّه كُلّما كان للإنسان أن يعبّ من تجارب الحياة ، كُلّما كان له أن يكسب حظوظاً أعظم! لأ نّه ليس للإنسان إلاّ ما سعى حتّى ولو لم يحالفه النجاح ، فإنّ سعيه هو خير شاهد ودليل على عظيم عمله .. فعسى أن نحب شيئاً وهو شرٌّ لنا ، وعسى أن نكره شيئاً وهو خير لنا! .. فما كنتُ لأجد اللّه إلاّ حيث تستلفتني رغباتي حتّى كنت أجد من المحتم عليه أن ينصرني ، ولا يدع الفرصة تذهب من يدي .. فأنال بغيتي واسعد بمن أحب وأهوى ، فأتزوجها! إلاّ أن الأوضاع المادية ، كان لها أن تخونني حتّى جاء اليوم الذي فصمت فيه اضراس الدهر عروة مثل هذه العلاقة المحرمة الشائكة. ولا أدري ، كيف لي أن استذكر طعم تلك الأيام ، وأنا ما أزال اجتر مآسيها ، مع أنّي جعلت أنساها اليوم ، فلا أفكر فيها ، إلاّ كما أفكر بماض ذهب .. وأن يعد ، فإنّه ما كان له أن يعود كما كان أبداً. ولا أمر عليها إلاّ كما أمر على ذكريات اليتم! وربما أضحت في بعض الأحيان ذكريات سعيدة! لأ نّها تعود بي إلى الأمس