تأثيراً ، ولا تبصر للأرض كذلك ، مع أنّك قد وثقت من وجودها وتأثيرها ، بل عظمه الذي تفوق به القمر .. من حيث كنت في البداية ، تقنعني بأن تحول الاجساد في القبور إلى رميم ، هو أمر قد صادقت عليه عقولنا .. مع أنا لم نبصر له حقيقية .. إنّما غيرنا الذي أبصرها ، واكتفى العالم باستدلالهم الذي شمل عيّنات مختلفة حتّى طلعوا على العالّمين بنظرات ثاتبة ، كان قد سبقهم إليها القرآن ومن قبل .. وأنت الآن ، تريد نفي ما صادق عليه العلم ، بحجة أنّهم غير مسلمين! مع أنّك قد صادقت ومن قبل على مثله .. كما أنّك تنفي الآن ما صادق عليه العلم حتّى صرت مستيقنا به استيقاناً ، لا يقبل أيّما شك .. لأنا أنفسنا لم نكن قد ذهبنا إلى القمر ، فاطلعنا على الأرض من فوق سطحه اطلاعة ، فرأينا كم هي تبدو كبيرة ، وكم تبدو مضيئة ، وكم لها أن تعكس من الضوء! ».
سكت ، ولم يحر جواباً .. بينما تابعت حديثي :
ـ « ثُمّ استدللت على بطلان مقالتك ، حينما ناضلت في الدفاع عن نفسك ، وذلك من خلال استذكارك لقوم إبراهيم ، وما أرى إلاّ أنّك تحاول أن تنزل نفسك منزلتهم ، ومن حيث لا تدري! ».
ـ « أتجعلني مشركاً عابداً لصنم؟! ».
ـ « لا ، معاذ اللّه! ولكنك أنزلت نفسك منزلهم ومن حيث إنّك صدّقت بالقمر ، ولم تصدق بالأرض ، ولو كان القمر يستحق العبادة والسجود له ، لكانت الأرض نفسها هي أجدر وأخلق منه بذلك! ».
ـ « .. ولكانت الشمس هي الأخلق منهما أجمع .. لأ نّها أكبر .. غير أنها بعيدة ، فلا نراها إلاّ أصغر ».