وتخرج منها عدد كثير من أبطال العلم ، وحملة دعوة الاصلاح ، ومنهم المجتهدون المجاهدون في نصرة الدين وجمع كلمة المسلمين ».
ـ « وفي سوريا؟ ».
ـ « ويقول الأستاذ كرد علي أيضاً : إن في حمص قرى للشيعة خاصّة ، وفي نفس المدينة جماعات ظاهرة ومستترة ، وفي أعمال أدلب قرى الغوغة نبل وغيرهما ، وكُلّها شيعة وفيهما إلى اليوم السادة بنو زهرة نقباء الأشراف في مدينة حلب ، وكُلّ هؤلاء من بقايا زمن الحمدانيين ومن فلول شيعة حلب يوم تشتت شملهم ».
ـ « يوم تشتت شملهم؟ ماذا يقصد! بل إلى ماذا يشير؟ ».
ـ « يشير بذلك إلى الكارثة التي أصابت الشيعة عندما أفتى الشيخ نوح الحنفي بكفر الشيعة واستباحة دمائهم تابوا أو لم يتوبوا ، فقتل بسبب هذه الفتوى أربعون ألفاً من الشيعة ، وانتهبت أموالهم وأخرج الباقون إلى القرى ».
ـ « ما أهول وأفزع ما أسمع .. إنّها أُمور مروعة للغاية! ».
ـ « حقاً ، هي كذلك ».
ـ « وفي حلب ، كيف كان التشيع؟! ».
ـ « ولقد غلب مذهب التشيع في حلب بصورة ظاهرة ولهم قوة استطاعوا أن يمنعوا سليمان بن عبد الجبار صاحب حلب عن بناء المدرسة الزجاجية وذلك في سنة ٥١٧ هـ ».
ـ « كما سرى التشيع في إفريقيا بانتشار عظيم ، إلى أن قاومته السلطة ، يوم كان امير افريقيا المعز بن باديس ، فإنّه فتك بالشيعة فتكاً ذريعاً ».
ـ « كيف ، ولماذا؟ ».