ـ « أجل ، بالتأكيد! فهم أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومهبط الوحي ، لم تسمح الأدلة بمخالفتهم والأخد عن غيرهم. وهم عدل القرآن وسفينة نوح باتباع علم الهداية والرشاد. ولقد قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « أنا دار الحكمة وعلي بابها ، » وقال : « علي باب علمي ، ومبين من بعدي لأمتي ما أرسلت به ، حبه إيمان ، وبغضه نفاق .. « وقال كذلك في حديث زيد بى أبي أوفى : « وأنت أخي ووارثي ، قال : وما أرث منك؟ قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما ورث الأنبياء من قبلي ». ونص صلىاللهعليهوآلهوسلم في حديث بريدة على أن وارثه علي بن أبي طالب. وحسبك حديث الدار يوم الانذار ، وكان علي يقول في حياة رسول اللّه : « واللّه إنّي لأخوه ، ووليه وابن عمه ، ووارث علمه ، فمن أحق به منّي؟! ».
ـ « هل هذه الكلمة بعين لفظها ثابتة عن علي بن أبي طالب؟ ».
ـ « أجل ، إنّها ثابتة! ».
ـ « كيف تثبت إنّها كذلك؟ ».
ـ « أخرجها الحاكم في صفحة ١٢٥ من الجزء ٣ من المستدرك بالسند الصحيح على شرط البخاري ومسلم ، واعترف الذهبي في تلخيصه بذلك ».
ـ « حقاً! ».
ـ « وقيل له مرة : كيف ورثت ابن عمك دون عمك؟ فقال : جمع رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم بني عبد المطلب وهم رهط ، كُلّهم يأكل الجذعة ، ويشرب الفرق ، فصنع لهم مدّاً من طعام ، فأكلوا حتّى شبعوا ، وبقي الطعام كما هو كأنّه لم يمس ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا بني عبد المطلب إنّي بعثت إليكم خاصّة ، وإلى الناس عامة ، فأيكم يبايعني على أن يكون أخي ، وصاحبي ، ووارثي؟ فلم يقم إليه أحد ، فقمت إليه وكنت من أصغر القوم. فقال لي : اجلس ، ثُمّ قالها ثلاث مرات