ـ « إنّما يمكن أن يلاحظ القرب ».
ـ « .. فالقرب قد يلاحظ بين فردين مشتركين في أُسرة واحدة فيفيد معنى ذي الرحم أو الوارث ، وقد يلاحظ بين شخصين أجنبيين بلا ملاحظة مزية لاحدهما على الآخر فيفيد معنى المعين والناصر ويستتبع المحبة والمودة ».
ـ « وقد يلاحظ فيه المزية لأحدهما المعين فيفيد معنى ولي الأمر والمتصرف بالتدبير كولي الطفل والسيد ».
ـ « بالتأكيد ، وقد يلاحظ بين مجتمعين وهو الذي يعبر عنه بالعلاقة الودية ، والمصحح لاعتباره إنّما هو التعاون والتناصر ، وقد يلاحظ بين شخص ومجتمع وهو لا يفيد إلاّ معنى تدبير الأمر والسلطان ، وإن استلزم الود والعون ».
ـ « خلاصة الأمر فالقرب يستعمل في المكان والزمان ».
ـ « وعليه ، فكما أنّ نفس القرب يستعمل في المكان والزمان وفي الوجود الحقيقي والمنزلة الاعتبارية بلا تكثر في معناه ، فكذلك الولاية لها معنى وحداني سار في جميع مشتقاتها ، ولها مصاديق حقيقية واعتبارية ».
ـ « ومحسوسة ومعقولة؟ ».
ـ « أجل! ».
ـ « وهل يوجب اختلاف المصاديق في الخصوصيات تكثراً ما في معناها؟ ».
ـ « إنّ اختلاف المصاديق في الخصوصيات لا يوجب تكثراً في معناها بحيث تصير مشتركة بينها بالاشتراك اللفظي. وكما أن خصوصيات مصاديق القرب إنّما تعرف بالمناسبات والقرائن فكذلك خصوصيات مصاديق الولاية ».
ـ « مثل الركوع؟ ».