أن يمسها أيّما خلل وخفقان ، أو أن تتهددها أيّما إصابة وخطر! ».
في تلك اللحظة ، صرت أستشعر منه فضاضة في النظرة ، بل استعلاء في الترقب ، ولربما عنجهية في الرأي ، ضجرت منها إلى حد غلب حتّى على عواطفي ومشاعري تجاهه .. أصبح الآن هدفاً لسهامهم وهو لا يدري ، ولقد أضحى يريد المغامرة والتصدي لهم ، والدفاع عن حياضه العقائدية ، وإذا به يطلع عليّ بطرق من القول ، غاضتني صبغة الظرافة التي كان قد توسل بها حتّى صار يطبع بها رسالة حديثه ، ومقالة أُطروحته ، وهو يقول :
ـ « إنّ المسألة ليست مسألة عناد ، إن عليك أن تشغّل فكرك ، وتحرك ذهنك! إنّ القضية لا تتصل بمعاشرة الإخوان من أهل التشيع ، والأنس بهم .. دون التحرك صوب مسائل الدين ، وبحث قضايا العقيدة وبشكل معاصر جذاب ، فضلاً عن المجادلة في أحداث ومجريات التاريخ. فكلانا مطالب بالبحث والفحص ، والدراسة والتقصي لأنّ ثمة مسائل خطيرة كان للتاريخ أن يرزح تحت وطأتها .. فإنّه لو حصلت حادثة ما .. الآن .. الآن! في عصرنا الحاضر ، فإنّك لترى إنّ وكالات الأخبار تتناقل موضوعاتها وبالكيفية التي تحلو لها أن تفسرها بها ، كلٌّ منها وحسبما يستسيغه طلب ميله ، ونزعة غرامه! بل ربما حذفوا منها وأضافوا إليها .. ولماذا نذهب بعيداً .. فلو حدث حادث ما .. هنا بيننا .. فلترى بعد فترة وجيزة ، ولربما كانت جدّ قليلة .. أن الجميع ، كلٌّ منهم يفسرها ويحكي مشاهدها حسبما يروق له وتملي عليه مخيلته وضرورات تفكره وتأملاته الخاصة ».
وعندئذ قلت له ، بعد ان تذكرت مسألة مهمة ، كانت قد شغلت مخّي فترة من الزمن :