شخص من أهلي وأقاربي وأنا أحمل بين طيات أضلعي هوية تجنح بي نحو لهب التشيع ، وتلمّح للجانب الآخر أنّي قد انتحلت شخصية أخرى ، وتبنيت سمة ثانية حتّى انتزعت جنسية تنازع في أفكارها آمال كُلّ من يمكث في منزلنا من قبل. فما كان لِيَنوس من فوق جبيني وعند اختلاج خصلات شعري المنفرجة عنده إلاّ قطرات من لون حياء ونثرات من أسف واجم ، على أنّي ما خرجت من تلك الغربة إلاّ بمثل هذه البضاعة التي يكون خليقاً بسكب قطرة منها في بحر من المياه الباردة أن تجعل منه سائلاً ملتهباً يغلي ويفور علواً وهزءاً حتّى يتلاطم الموج فوق ظهره وتصطخب تياراته بعنف وأبهة منذرة بقدوم صفوف من أعلام العواصف وطلائع الأعاصير .. لكني عدت أنسى كُلّ ما جعلت أفكر به أو ما صار يتناهب أحشائي بدلاً من أفكاري ، لأني كنت قد وطدت العزم على تلافي أيّما انتكاسة يمكن أن تتوعدني بوادرها بسيل من أفانين لا تحمد مغباتها أبداً. وكيف؟ وهذا الذي صار يدمرني أكثر ومن ذي قبل ، لأنّي صرت أبحث عن حلول حتّى إذا ما وجدت قرارات ملؤها العزم ، خانتني الأفئدة المحتشدة وراء أضلعي وجمد الدم في عروقي ، وهدأ نبض صدري .. وكأنّ فلذته التي تغور في بطونه قد جعلت تتمزق لتتلاشى أجزاؤها الدقيقة كُلّما نتأت وصارت تنجم خارج حدود جسدي ، لأني صرت أذوي بأفكاري أكثر من السابق حتّى عمدت إلى أن أرضّها وأنضّد في سقيفة رأسي كُلّ الأعمدة التي كان قد شيدها السلف ومن قبل حتّى أقام بناءاتها الأجداد ، وذلك بعد أن رأيتني أكرس كُلّ همي للخروج من مأزق هذه الأفئدة التي احتبستها في داخل صدري ، وكأ نّه ما كان يهمني منها سوى النهوض بماداتها. إنّها أفئدة إخواني وأهلي وأقربائي تصارعني وتكبل قلبي عن النطق