درس ، أو مركز علمي ، كائناً مَنْ كان.
ثمّ إنّ خلفاء بني العبّاس لأغراض
سياسية عمدوا إلى حصر الاجتهاد في كلّ زمان برجل واحد تختاره هي وترتضيه تبريراً لإجراءاتهم السلطوية التعسّفية ، وموافقهم الإجرامية ، ومن هنا فقد انحصرت المذاهب الفقهية لدى أهل السنّة والعامّة على التوالي في الأئمّة الأربعة ، وهم : أبو حنيفة ، والشافعي ، ومالك ، وابن حنبل ، وانتفعوا كثيراً من ذلك ، حيث لم يتركوا مجالاً للرواة والفقهاء المخالفين للبلاط الحاكم ليبرزوا رأياً مخالفاً لهم ، أو يفضحوهم في ضَلال من ضلالاتهم ، أضف إلى ذلك سهولة تمرير أغراضهم السياسية ، وفرض مواقفهم المشؤومة على المسلمين عبر الفقيه الواحد ، وإن رأوا فيما بعد سدّ باب الاجتهاد بمصراعيه والتوقّف على المذاهب الأربعة فحسب ، ولكن اختلف الأمر تماماً في المذهب الجعفري ، فقد كان أتباعه في منآى من سلطة الحكّام والخلفاء ، وعلى طرفي نقيضٍ معهم منذ أن قُبض رسول الله صلىاللهعليهوآله
، واغتُصبت الخلافة من أهلها ، ولأنّ تربية المجتهدين والرواة كانت من مهامّ الأئمّة المعصومين عليهمالسلام
والوظائف التي حملوها على عواتقهم ، ونقلوها من جيل إلى جيل ، فتوارثها