العلماء كقوله عليهالسلام : « أما لكم من مفزع ؟ أما لكم من مستراح تستريحون إليه ؟ ما يمنعكم من الحارث بن المغيرة النصري ؟ ».
وقوله عليهالسلام لمسلم بن أبي حيّة حين سأله أن يزوّده : « إئت أبان بن تغلب فإنّه قد سمع منّي حديثاً كثيراً ، فما رواه لك فاروه عنّي » ، ويكفيك ما أسردناه في الدرسين الأوّلين من الأدلّة الدالّة بالصراحة على هذا المدّعى ، وهذا يمكن تسميته « عاشراً ».
فلم تكن وظيفة أصحاب الأئمّة عليهمالسلام والعلماء قبل عصر الشيخ الطوسي قدسسره مجرّد الرواية ونقل قول المعصوم عليهالسلام ، كما زعم البعض ؛ لأنّا نجد في كتب القوم استدلالاً واضحاً واستنباطاً بيّناً ، كما في بعض كتب الشيخ الصدوق قدسسره ، والشيخ المفيد قدسسره ، والسيّد المرتضى قدسسره وأضرابهم ، ويمكن تسميته بـ « الحادي عشر ».
الثاني عشر والأخير : أمّا ما استشهدوا
به من كلام لشيخ الطائفة الطوسي قدسسره
، وقد أوردناه بتفصيله فإنّه لا يدلّ على ما زعموا ، وأقصى ما يدلّ عليه قوله قدسسره
في تلك المقدّمة أنّ علماء الطائفة أعلى الله مقامهم لم يكتبوا كتباً في القواعد الاُصولية ولم يبادروا إلى تأليف كتاب استدلالي في الفقه ، وهذا أخصّ من المدّعي ، بل لا علاقة له بالمدّعي ـ أعني لا علاقة له بدعوى عدم