مثلاً لو جهل الإنسان ـ لا سيّما المرأة ـ أحكام الرضاعة فإنّه سيقع في مشاكل ويوقع غيره في مشاكل ولو بعد ثلاثين أو أربعين سنة ، فيتزوّج الرجل ابنة عمّه وإذا بها اُخته في الرضاعة لا يجوز له نكاحها ، أو جهله بأحكام البيع أو القرض قد يوقعه في الكسب الحرام أو الربا الذي هو من أشدّ المحرّمات فيكون في صفّ المحاربين لله تعالى ؛ لأن ّ القرآن يقول عن آكلي الربا : ( فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ ) (١) ، وتكون النتيجة أنّه يأكل الحرام ويطعم أولاده وأهله من المال الحرام ومن الربا فيؤثّر في تربيتهم ويحول دون هدايتهم ، وقد يصبحون من المحاربين للدين كما هو الحال في كثير من المسلمين المعادين للشريعة الغرّاء ، كما أنّ الجهل بالأحكام قد ينتج عنه إبقاع الآخرين في مشاكل كثيرة من حيث يريد أو لا يريد ، وقد يتسبّب في جلب المشقّة للغير كما لو مات على جهله بالأحكام الشرعيّة ، فيتحمّل وريثه الابن الأكبر تبعات قضاء واجباته التي تركها أو كانت باطلة في حياته ، وهكذا الوفاء بما ذمّته من الحقوق المالية والمظالم.
__________________
(١) سورة البقرة : ٢٧٩.