وبهذا الاسناد عن علي بن يقطين قال : كنت واقفا على رأس هارون الرشيد إذ دعا موسى بن جعفر ، وهو يتلظى عليه فلما دخل حرك شفتيه بشئ فأقبل هارون عليه ولا طفه وبره ، وأذن له في الرجوع ، فقلت له : يا ابن رسول الله جعلني الله فداك إنك دخلت على هارون وهو يتلظى عليك ، فلم اشك إلا أنه يأمر بقتلك ، فسلمك الله منه ، فما الذي كنت تحرك به شفتيك؟.
فقال عليهالسلام : إني دعوت بدعائين أحدهما خاص والآخر عام فصرف الله شره عني ، فقلت : ما هما يا ابن رسول الله؟ فقال : أما الخاص « اللهم إنك حفظت الغلامين لصلاح أبويهما فاحفظني لصلاح آبائي ».
وأما العام « اللهم إنك تكفي من كل أحد ، ولا يكفي منك أحد ، فاكفنيه بما شئت ، وكيف شئت ، أنى شئت » فكفاني الله شره (١).
٧ ـ مهج : وبهذا الاسناد عن علي بن إبراهيم بن هاشم بروايته قال : إن الصادق عليهالسلام أخرج آيات من القرآن ، وجعلها حرزا لابنه موسى الكاظم عليهالسلام وكان يقرأه ويعوذ نفسه به ، وهو هذا :
بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم لا إله إلا الله أبدا حقا حقا ، لا إله إلا الله إيمانا وصدقا ، لا إله إلا الله تعبدا ورقا ، لا إله إلا الله تلطفا ورفقا ، لا إله إلا الله بسم الله ، والحمد لله ، واعتصمت بالله ، وألجات ظهري إلى الله ، ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، وما توفيقي إلا بالله [ وما النصر إلا من عند الله ، وما صبري إلا بالله ، وأفوض أمري إلى الله ] ونعم القادر الله ، ونعم المولى ، ونعم النصير الله ، ولا يأتي بالحسنات إلا الله ، ولا يصرف السيئات إلا الله ، وما بنا من نعمة فمن الله ، وإن الامر كله لله.
واستكفي الله ، وأستعين الله ، وأستقيل الله ، واستغفر الله ، واستغيث الله ، وصلى الله على محمد رسول الله وآله ، وعلى أنبياء الله ، وعلى ملائكة الله ، وعلى الصالحين من عباد الله ، إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ، ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين ، كتب الله لاغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز لا يضركم كيدهم
__________________
(١) مهج الدعوات ص ٣٦.