__________________
والأخبار الواردة في ذلك أكثرها عامية أو ضعيفة ومعارضة بمثلها ، فيشكل التعويل عليها في إثبات مثل ذلك ».
والإيمان بأنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم سُحر ، فيه مطعن على النبوّة وعلى الوحي الذي ينزل على الرسول ، ولا سيما إذا لاحظنا رواية البخاري : « حتى كان يخيل إليه أنّه يفعل الشي وما يفعله » ، فمن الجائز حينئذ أنّه يوصى إليه ولا يبلغ تصوراً منه أنّه بلغ ، فإنّ هذا ممكن وتشمله الرواية ، وفي هذا مطعن كبير على الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم والرسالة الإسلامية؟
ولأجل ذلك قال الإمام محمّد عبده : « وقال كثير من المقلّدين الذين لا يعقلون ما هي النبوّة ولا ما يجب لها : إنّ الخبر بتأثير السحر في النفس الشريفة قد صح فلزم الاعتقاد به ، وعدم التصديق من بدع المبتدعين؛ لأنّه ضرب من إنكار السحر ، وقد جاء القرآن بصحة السحر!
فانظر كيف ينقلب الدين الصحيح والحقّ الصريح في نظر المقلّدين بدعة! نعوذ باللّه!
يحتجّ بالقرآن على ثبوت السحر! ويعرض عن القرآن في نفيه السحر عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وعده من افتراء المشركين عليه ، ويؤول في هذه ولا يؤول في تلك! مع أنّ الذي قصده المشركون ظاهر؛ لأنّهم كانوا يقولون إنّ الشيطان يلامسه عليهالسلام ، وملامسة الشيطان تعرف بالسحر عندهم وضرب من ضروبه ، وهو بعينه أثر السحر الذي نسب إلى لبيد ، فإنّه خالط عقله وإدراكه في زعمهم.
والذي يجب اعتقاده أنّ القرآن مقطوع به ، وأنّه كتاب اللّه بالتواتر عن المعصوم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فهو الذي يجب الاعتقاد بما يثبته وعدم الاعتقاد بما ينفيه ،