كلّ ذلك دليل قاطع على صحة أقوال الشيعة الذين يعتمدون فيها
__________________
٢ ـ إذا فسّرنا الإدراك بالإحاطة وآمنّا بالرؤية ، فيكون معنى الآية : لا تحيط به الأبصار وهو يحيط بالأبصار ، وهذا لا معنى له؛ لأنّ اللّه سبحانه وتعالى ليس محيطاً بالأبصار فقط وإنّما هو محيط بكلّ شيء؛ البصر وصاحب البصر ، فلا وجه لأن يقيد إحاطته بالبصر.
واللّه سبحانه وتعالى لم يعلّق الرؤية على أمر ممكن ، لأنّ المعلّق عليه ليس هو استقرار الجبل كي يقال بأنّه ممكن ، وإنّما المعلّق عليه استقرار الجبل حال التجلّي ، أي شرط الرؤية أن يستقرّ الجبل حال تجلّي اللّه سبحانه وتعالى ، وقد تبيّن أنّ هذا مستحيل وغير ممكن.
وممّا يدل على أنّ رؤية اللّه سبحانه وتعالى غير ممكنة في الدنيا والآخرة قوله تعالى : ( اللّه نور السموات والأرض ) ، وقول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عندما سأله أبو ذر : هل رأيت ربّك؟
قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « نورٌ أنّى أراه » صحيح مسلم ١ : ١١١.
فاللّه سبحانه وتعالى نور ، وهو نور السموات والأرض ، فلا يمكن لبشر أن يراه.
ومن أعاجيب السلفية أنّهم ينكرون تأويل الآيات القرآنية ويحملوها على ظاهرها ، إلاّ أنّهم في هذه الآية والحديث تأوّلوا فقالوا : معنى قوله : ( اللّه نور السموات والأرض ) يعني اللّه منور السموات والأرض!!
ومعنى قوله : « نورٌ أنّى أراه » ، يعني حجب بيني وبينه النور فكيف أراه!!
راجع : اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم : ٣٥.
وهذا من تلاعبهم واضطرابهم في عقيدتهم ، وما على المسلم الباحث إلاّ النظر بعين الحقيقة ليرى الحقّ.