أمّا عند الشيعة فهم يفسّرون الحديث على غير هذا المعنى ، ويروون أنّ الإمام الصادق عليهالسلام لمّا سُئل عن هذا الحديث : « اختلاف أُمّتي رحمة »؟ قال : صدق رسول اللّه ، فقال السائل : إذا كان اختلافهم رحمة فاجتماعهم نقمة؟ فقال الصادق : ليس حيثُ ذهبت ويذهبون ـ يعني في هذا التفسير ـ إنّما قصد رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : اختلاف بعضهم إلى بعض ، يعني يسافر بعضهم إلى بعض وينفر إليه ويقصده لأخذ العلم عنه ، واستدلّ على ذلك بقول اللّه تعالى : ( فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَة مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَـتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُـنذِرُوا قَوْمَهُمْ إذَا رَجَعُوا إلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) (١).
ثمّ أضاف قائلاً : فإذا اختلفوا في الدين صاروا حزب إبليس (٢).
وهو كما ترى تفسير مقنعٌ؛ لأنّه يدعو لوحدة العقيدة ، لا للاختلاف فيها (٣).
ثم إنّ الحديث بمفهوم أهل السنّة والجماعة غير معقول ، لأنّه يدعو للاختلاف والفُرقة وتعدّد الآراء والمذاهب ، وكلّ هذا يعارض
__________________
١ ـ التوبة : ١٢٢.
٢ ـ نحوه في معاني الأخبار للصدوق : ١٥٧.
٣ ـ البسملة في الصلاة مكروهة عند المالكية ، وواجبة عند الشافعية ، ومستحبة عند الحنفية ، والحنابلة قالوا بإخفاتها إذا صلّى في الصلاة الجهرية ( المؤلّف ).