وعليهم أفضل الصلاة والسلام.
ولا يرجع إلاّ من علت درجته في الإيمان أو من بلغ الغاية من الفساد ، ثمّ يصيرون من بعد ذلك إلى الموت ، ومن بعده إلى النشور وما يستحقّونه من الثواب أو العقاب ، كما حكى اللّه تعالى في قرآنه الكريم تمنّي هؤلاء المرتجعين الذين لم يصلحوا بالارتجاع فنالوا مقت اللّه ، أن يخرجوا ثالثاً لعلّهم يصلحون : ( قَالُوا ربَّـنَا أمَتَّـنَا اثْنَتَيْنِ وَأحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إلَى خُرُوج مِنْ سَبِيل ) (١) » (٢).
أقول : إذا كان أهل السنّة والجماعة لا يؤمنون بالرجعة فلهم كامل الحقّ ، ولكن ليس من حقّهم أن يشنّعوا على من يقول بها لثبوت النصوص عنده ، فليس لمن لا يعلم حجّة على من يعلم ، ولا حجّة للجاهل على العالم ، وليس عدم الإيمان بالشي دليل على بطلانه ، فكم من حجّة دامغة عند المسلمين لا يؤمن بها أهل الكتاب من يهود ونصارى.
وكم من اعتقادات وروايات عند أهل السنّة والجماعة بخصوص الأولياء والصالحين وأصحاب الطرق الصوفية تبدوا مستحيلة
__________________
١ ـ المؤمن : ١١.
٢ ـ كتاب عقائد الإمامية للمظفر : ٩٤ ( العقيدة الثانية والثلاثون ).