__________________
ممّا أمر به النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكان يعمله هو وأصحابه ، وقد نقل المؤلّف روايات متعدّدة في هذا المعنى ، مروية في صحاحهم ، فبعد هذا لا معنى للقول بأنّ الشيعة تستخدم السجود على التربة لغرض طائفي ، اللهم إلاّ أن يكون فعل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأصحابه فعل طائفي لا يمتّ إلى الإسلام بصلة ، ولا يجرأ مسلم أن يتفوّه بهذا الكلام على صاحب الرسالة المقدّسة.
وأمّا مسألة أنّ السجود على التربة يؤدّي في متطاول الزمن إلى تقديسها ، فهذا أمرٌ لم يحصل ولن يحصل ، إذ إن الشيعة على مدى أربعة عشر قرناً تسجد على التربة واعتقادهم فيها واحد؛ فأهل القرن الرابع عشر يعتقدون نفس اعتقاد أهل القرن الأول والثاني : من أنّ التربة يسجد عليها ولا يسجد إليها ، وأنّها لا تقدّس بحيث يؤدّي تقديسها إلى الإخلال بالتوحيد ، والشيعة من مبدأهم إلى اليوم يرون التربة شيئاً أُمروا بالسجود عليه في الصلاة لا السجود إليه ، هذا اعتقادهم قديماً وحديثاً ولم ولن يتغيّر إلى أن تقوم الساعة.
والعجب منه أنّه ذكر في النقطة (٤) من كتابه أنّ التربة بدأت منذ عهد الصفويين ، وهذا غريب جدّاً ، إذ إنّ الروايات التي نقلها المؤلّف من سجود النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والصحابة على التربة مروية في البخاري ومسلم والترمذي ، وهؤلاء قبل الدولة الصفوية بقرون متطاولة ، فكيف تجرّأ وتكلّم بهذا الكلام؟!
والحقيقة أنّ التعصّب الأعمى يؤدّي بصاحبه في بعض الأحيان إلى التهجّم على خصمه بأشياء كاذبة ، أو مصطنعة يصطنعها من عنديات نفسه ، جرياً وراء الهوى والتعصّب الطائفي ، والواقع أنّه أحقّ بالطائفيّة من الشيعة الذين رماهم بهذا التهمة الشنيعة ، وللّه في خلقه شؤون.