عمر بن الخطاب هذه الآية :
( إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية ولو حميتم كما حَمُو لفسدَ المسجد الحرام ) فقال عمر بن الخطاب : من أقرأكم هذه القراءة؟ فقالوا : أُبي بن كعب ، فدعاه فقال لهم عمر : إقرأوا ، فقرأوا : ( ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام ) فقال أُبي ابن كعب لعمر بن الخطاب : نعم أنا أقرأتهم ، فقال عمر لزيد بن ثابت : أقرأ يازيد ، فقرأ زيد قراءة العامة ، فقال عمر : اللّهم لا أعرف إلاّ هذا! فقال أُبي بن كعب :
واللّه ياعمر إنّك لتعلمُ أنّي كنتُ أحْضر ويغيبون ، وأدنوا ويحجبون ، ووللّه لئنْ أحْبْبتَ لألزمنّ بيتي فلا أُحدّث أحداً ، ولا أُقرأ أحداً حتّى أموت ، فقال عمر : اللّهم غفراً ، إنّك لتعلم إنّ اللّه قد جعل عندك علماً ، فعلّم الناس مَاعلمتَ (١).
قال : ومرّ عمر بغلام وهو يقرأ في المصحف :
( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أبٌ لهم ) فقال : ياغلام حكها ، فقال : هذا مصحف أُبي بن كعب ، فذهب إليه
__________________
١ ـ تاريخ دمشق للحافظ ابن عساكر ٧ : ٣٣٨ و ٦٨ : ١٠٢ ، كنز العمال ٢ : ٥٩٥ ح ٤٨١٦.