يَأكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إلاّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ المَسِّ ) (١).
فالمسّ هنا يتعلّق بالعقل والإدراك لا بلمْسِ اليد.
وكيف يُقسم اللّه سبحانه وتعالى بأن لا يلمس القرآن باليد إلاّ من تطهّر ، والتاريخ يحدّثنا بأنّ بعض الجبّارين قد عبثوا به ومزّقوه ، وقد شاهدنا الاسرائيليين يدوسونه بأقدامهم ـ نستجير باللّه ـ ويحرقونه عندما احتلّوا بيروت في اجتياحهم السيئ الصيت ، وقد نقلت أجهزة التلفزة عن ذلك صوراً بشعة ومذهلة؟!
فالمدلول لقوله تعالى هو أنّه لا يدرك معاني القرآن المكنون إلاّ نخبة من عباده الذين اصطفاهم وطهّرهم تطهيراً.
والمطهَّرون في هذه الآية اسم مفعول ، أي : وقع تطهيرهم ، وقد قال عزَّ وجلّ : ( إنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَـيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (٢).
فقوله تعالى : ( لا يَمَسُّهُ إلاّ المُطَهَّرُونَ ) ، معناه : لا يدرك حقيقة القرآن إلاّ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وأهل بيته عليهمالسلام ، ولذلك قال فيهم رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : « النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمان
__________________
١ ـ البقرة : ٢٧٥.
٢ ـ الأحزاب : ٣٣.